ذلك:(تطور الدين). والدين الذي يتطور هو الدين البشري الذي لا يستطيع أن يعاش البيئات والعصور؛ فهو في حاجة إلى تعديل بالإضافة والحذف، وهذا لا ينطبق على الإسلام؛ ذلك لأن الإسلام منهج رباني متكامل، جامع، له أطره الواسعة القادرة على الحياة والحركة مع مختلف المجتمعات والعصور، ولذلك فهو لا يحتاج إلى تطور، وهو قادر على العطاء في كل وقت، وله قيمه الثابتة وقيمه المتغيرة" (١).
[المعاصرة]
" والمعاصرة: مصطلح حديث يُراد به أمران:
أن الإسلام في حاجة إلى المعاصرة، وأن الإسلام يعلي من شأن الأصالة أو السلفية أو المحافظة على التراث والقديم. وهي دعاوي كلها باطلة بدليلين:
١ - دليل جوهر الإسلام نفسه الذي كان دائما قادرا على العطاء في مختلف العصور والبيئات، ومقوماته المرنة الواسعة القادرة على تقبل كل تطورات العصر ونمائه الفكري والاجتماعي والحضاري.
٢ - ودليل التاريخ نفسه؛ فمتى وقف الإسلام أمام التطور والنماء وحركة التاريخ؟ إنه لم يجمد أبدًا؛ لأن الجمود لا يدخل إلا على الأشياء التي وجدت ولم تكن موجودة، كما هو بالنسبة للغرب في شأن العلم وشأن الثوابت والمتغيرات، وفي شأن الموقف من توجيه المجتمعات والحضارة ومن القومية، وموضوعات أخرى.
(١) "الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإسلامي" (ص ١٢).