للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢٣) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} (١).

[المادة لا تفنى ولا تزول]

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "القول بأن المادة لا تفنى وأنها لم تخلق من عدم كفر لا يمكن أن يقوله مؤمن، فكل شيء في السماوات والأرض سوى الله فهو مخلوق منعدم، كما قال -تعالى-: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (٢) وليس هناك شيء أزلي أبدي سوى الله. وأما كونها لا تفنى فإن عني بذلك أن كل شيء لا يفنى لذاته فهذا أيضًا خطأ وليس بصواب؛ لأن كل شيء موجود فهو قابل للفناء، وإن أراد به أن من مخلوقات الله ما لا يفني بإرادة الله فهذا حق؛ فالجنة لا تفنى، وما فيها من نعيم لا يفنى، وأهل الجنة لا يفنون، وأهل النار لا يفنون. لكن هذه الكلمة المطلقة: "المادة ليس لها أصل في الوجود، وليس لها أصل في البقاء" هذه على إطلاقها كلمة إلحادية، فنقول: "المادة مخلوقة من عدمه"، فكل شيء سوى الله فالأصل فيه العدم.

أما مسألة الفناء تقدم التفصيل فيها. والله الموفق" (٣).


(١) سورة النور، الآيات (٢٣ - ٢٥).
(٢) سورة الزمر، الآية (٦٢).
(٣) المناهي اللفظية (ص ١٧٦ - ١٧٧).

<<  <   >  >>