للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تجديد الخطاب الديني]

قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- تحت عنوان "ماذا يراد بتجديد الخطاب الديني": "الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين. نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان واقتفي أثرهم إلى يوم الدِّين، وبعد:

تدور في هذه الأيام عبارات نسمعها ونقرؤها في وسائل الإعلام حول إصلاح الخطاب الديني. ولا ندري ماذا يقصد بها؟!

هل يقصد بها تغيير نصوص الكتاب والسُّنة الَّتي تأمرنا بجهاد الكفار والمنافقين وبغضهم ومعاداتهم إذا لم يقبلوا هدى الله الَّذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتأمرنا بالقيام بالدعوة إلى الله والدخول في دينه وترك الكفر والشرك والبدع، وتأمرنا بالتقيد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

هل معني إصلاح الخطاب الديني أن نترك هذه المهمات العظيمة تحت شعار: حرية الرأي وعدم كره الآخر والرأي الآخر وحرية العقيدة كما يقولون؟ وكما قاله مَنْ قبلهم للنبي -صلى الله عليه وسلم-: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} (١) وقال تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} (٢). وقال تعالى: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} (٣). ولو كانت هذه


(١) سورة يونس، الآية (١٥).
(٢) سورة الإسراء، الآية (٧٣).
(٣) سورة البقرة، الآية (١١٨).

<<  <   >  >>