للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء" (١)، وروى الخطيب البغدادي في تاريخه (٢) عن المبرد قال: سأل المأمون يحيي بن المبارك عن شيء، فقال: لا وجعلني الله فداك يا أمير المؤمنين، فقال: لله درك، ما وُضعت (واوٌ) قط موضعًا أحسن من موضعها في لفظك هذا، ووصله وحمله، وهذا أدب رفيع، ولباقة جميلة، فتأمل" (٣).

[ساعة لربك وساعة لقلبك!]

" كلمة يقولها أصحاب الأهواء والمنكر، ويقصدون بها أن العبد يصلي ويعبد الله، وفي نفس الوقت يفعل ما يمليه عليه قلبه وهواه في الساعة الأخرى، وهذا لا شك فاسد ولا يجوز؛ فكل حياة المسلم ينبغي أن تكون لله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (٤)، فإذا ما تعارض أمر الله ورغبات القلب فيجب اجتناب هذه الرغبات، وإن كانت هذه الرغبات مما أباح الله فلا بأس من تلبيتها، وهذا معنى حديث الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- للصحابي حنظلة الأُسيدي "ولكن، يا حنظلة ساعة وساعة" رواه مسلم (٥)؛ أي ساعة في العبادة وساعة فيما أباح الله سبحانه من أكل وشرب ولبس ونوم وترفيه، وبهذا يتبين أن تلك الكلمة تحتمل حقًا وباطلًا، وكثيرًا ما يطلقها


(١) رواه الترمذي (٢٠٣٥) وقال: حسن جيد غريب.
(٢) ١٤/ ١٤٨.
(٣) أخطاء شائعة، للخراز (ص ٣٤ - ٣٥).
(٤) سورة الأنعام، الآية (١٦٢).
(٥) رواه مسلم برقم (٢٧٥٠).

<<  <   >  >>