أو بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر، أو أثبت ما نفاه، أو نفي ما أثبته على علم منه بذلك، أو شك في شيء من ذلك؛ فهو كافر عند أهل العلم بإجماع" انتهي .. فقد صرح بتكفير من كذب بشيء مما صرح به في القرآن من حكم أو خبر، أو أثبت ما نفاه، أو نفي ما أثبته، أو شك في شيء من ذلك، وأن ذلك إجماع أهل العلم. فليتنبه الكاتب وغيره لما ذكره القاضي عياض لئلا يقع أحد منهم في الكفر وهو لا يشعر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه"(١).
[المزية لا تقتضي التفضيل]
قال الدكتور عبد الله بن الصديق في مقاله:(أغلاط شائعة): "من تلك العبارات قولهم: المزية لا تقتضي التفضيل، وهي أقبحها وأشد ضررًا، وأظن الشيطان ألقاها على ألسنتهم ليضلهم بها.
فبسبب هذه العبارة الخبيثة اعتقدوا أن في الأولياء من هو أعلم من بعض الأنبياء، كما اعتقدوا أن بعض الأذكار أو الصلوات على النبي -صلى الله عليه وسلم- يوازي القرآن، بل يزيد عليه مرات.
مع أن تلك العبارة التي بني عليها هذا الضلال وأمثاله كاذبة ومختلة؛ أما كذبها: فلأن المزية تقتضي التفضيل حتمًا؛ وذلك لوجهين:
١ - أن معناها هي: الخصلة التي توجد في شيء دون غيره، فيتميز بها عليه، وهذا هو معنى التفضيل.
(١) مجلة المنهل (مجلد ٣٧، ص ٦٠٢ - ٦٠٣). وانظر مقالًا قيمًا بعنوان: "عصا موسى" للأستاذ خالد عبد الحميد، في مجلة البيان (العدد ١٦٧).