قال الدكتور عبد العزيز بن عليّ الحربي: هذا اللَّفظِ يجري على ألسنة الشعراء المعاصرين الذين حملوا من هم الدعوة ما شاء ربك أن يحملوا، وهمها حمل ينوء بالعصبة أولي القوة، يقول أحدهم:(يا أُمَّتِي وجب الجهاد فشمري).
وأمثاله كثير، أو لعلهم يقصدون بذلك أمة الإجابة لا أمة الدعوة، وأيًّا ما يريدون فهو مرفوض، ولا نعلم من يحق له قول هذا في هذه الأمة غير محمد عليه الصَّلاة والسلام، فمن الَّذي خوَّلكم ليكون النَّاس أمتكم؟ ومن الَّذي أصطفاكم ورقاكم هذا المرتقى العالي؟ بلى: إن الَّذي خوّلكم واصطفاكم هو لحن القول، وأقل أسبابه غفلة تسمى (غفلة الصالحين)، ولما كانت أمة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم هم من بعث فيهم إلى أن تقوم الساعة لم ينقل عنه عليه الصَّلاة والسلام في خطابه بـ (يا أُمَّتِي) لأنها جماعة واحدة كالذات الواحدة في عين الرؤوف الرَّحمن، فلا تقبل التجزئة وإن كانت تطلق على الجيل، وأمَّا قوله تعالى:(وإن هذه أمتكم أمة واحدة) فالأمة بمعنى الملة والدين. واللهُ أعلم" (١).
الحمد لله الَّذي لا يُحمد على مكروه سواه:
سئل الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- عن قول البعض: الحمد لله الَّذي لا يُحمد على مكروه سواه، هل هو صحيح؟
فأجاب: "لا أعرف لهذا أصلًا؛ ولكن يقول: الحمد لله على كل حال، أمَّا لا يُحمد على مكروه سواه، أنا ما أعلم لهذا أصلًا، وإن كان جاريًا على