للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجماعة ترى: "أن المواطنة أو الجنسية التي تمنحها الدولة لرعاياها حلَّت محل مفهوم أهل الذمة، وأن هذه المواطنة أساسها المشاركة الكاملة والمساواة التامة في الحقوق والواجبات … " (١).

وهذا الذي يزعمون أنه من وسطية الإسلام واعتداله -باطل بيِّن البطلان، يرده ما أوردناه من الآيات وغيرها من أدلة بغض الكافرين وإلزامهم بدفع الجزية وعدم مساواتهم بأهل الإسلام، وقد جاء في فتاوي اللجنة الدائمة (١/ ٥٤١): "وأما من لم يفرق بين اليهود والنصاري وسائر الكفرة وبين المسلمين إلا بالوطن، وجعل أحكامهم واحدة فهو كافر".

بل إن مجرد تهنئته أولئك النصارى بأعيادهم مما وقع الاتفاق على تحريمه كما ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله، كما بين أن فاعله إن سلم من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئهم بسجودهم للصليب (٢)، فإنا لله وإنا إليه راجعون" (٣).

[البساط أحمدي]

قال الشيخ فكري الجزار في "مختصر النبراس" (٤): "يقولونها لمن رأوا


(١) نشر البيان بجريدة الحياة، تاريخ ٣٠/ ٢/ ١٤١٥ هـ.
(٢) انظر: أحكام أهل الذمة (١/ ٢٠٥).
(٣) مصطلحات ومفاهيم، عبد الآخر الغنيمي (ص ١٥١ - ١٥٩). وانظر مقالًا ماتعًا للدكتور علي الصياح في مجلة البيان (العدد ٢٠٢) بعنوان "هذه هي الوسطية: رؤية حقيقية لا اوهام مُتخيلة بين فيه انحراف بعض المنتسبين للدعوة ممن يدعون الوسطية ويفتحون وسائلهم الإعلامية لذوي الأقلام المسمومة والأفكار المشبوهة لينفثوا سمومهم من خلالها.
(٤) ص ٩٩ - ١٠٠ (بتصرف). وانظر: "الألوهية في العقائد الشعبية" تعبد السلام بسيوني، (ص ٢٤٧).

<<  <   >  >>