للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-أعني بيان التعليل- لا ينافي تحقيق المعلَّق؛ فإنه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة؛ كقوله -تعالى-: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ} (١) والدعاء في زيارة القبور: "وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" (٢) وبهذا عرف أنه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء في الإيمان، بل لا بد من التفصيل السابق" (٣).

[إيمان [تسمية البنت بهذا الاسم]]

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "الذي أرى أن اسم إيمان فيه تزكية، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه غير اسم برّة خوفًا من التزكية: ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن زينب كان اسمها برة فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زينب (٤)، وفي صحيح مسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كانت جويرية اسمها برة، فحوَّل النبي -صلى الله عليه وسلم- اسمها جويرية. وكان يكره أن يقال خرج من عند برة، وفيه أيضًا عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميت ابنتي برة (٥). فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن هذا الاسم، وسميت برة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم". فقالوا: بم نسميها؟ قال: "سموها زينب" (٦).


(١) سورة الفتح، الآية (٢٧).
(٢) أخرجه مسلم (٢٤٩).
(٣) المناهي اللفظية (ص ١٠٩ - ١١٠).
(٤) متفق عليه: رواه البخاري برقم (٦١٩٢)، ومسلم برقم (٢١٤١).
(٥) صحيح مسلم برقم (٢١٤٠).
(٦) رواه مسلم برقم (٢١٤٢).

<<  <   >  >>