للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى الذي لا يشاركه فيه أحد من خلقه من العلم، والقدرة، والحياة، والسمع والبصر، وغير ذلك من صفات الكمال، تعالى وتقدس وتنزه عن مشابهه خلقه، لا إله إلا هو العزيز الحكيم" (١).

[يا ملائكة الحفظ أيقظوني]

" سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن قول بعض العوام قبل النوم: يا ملائكة الحفظ أيقظوني في الساعة كذا، أو عند وقت كذا؟

فأجاب: هذا لا يجوز، بل هو من الشرك الأكبر؛ لأنه دعاء لغير الله وطلب من الغائب، فهو كالطلب من الجن والأصنام والأموات؛ لعموم قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (٢)، وقوله سبحانه: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (٣)، فسمَّى سبحانه دعاء غيره من الأموات والأصنام والجن والملائكة شركًا به سبحانه، وقال عز وجل: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (٤)، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ


(١) "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة"، (٧/ ٣٩٨ - ٣٩٩).
(٢) سورة الجن، الآية (١٨).
(٣) سورة فاطر، الآيتان (١٣، ١٤).
(٤) سورة الجن، الآية (٦).

<<  <   >  >>