للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الواجد (تسمية الله به)]

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: "سؤالي في خطابي السابق عن كلمة الموجود لم يكن استفهامًا عن وجود الله، فأنا أعلم علم اليقين أن الله هو واجب الوجود بذاته، ووجود الله قبل، والآن، وبعد؛ ثابت بالنقل والعقل ولا يماري في ذلك إلَّا ملحد دهري، لذلك تعجبت عندما وجدت أن الرد على سؤالي انصبت أدلته جمعاء على إثبات وجود الله، ففهمت أن السؤال أخذ على غير مراد، لذلك رأيت أن أتوسع قليلًا في طريقة عرض السؤال هذه المرة حتَّى يتضح بإذن الله تعالى .. من المعلوم أنَّه لا يصف ألله أعلم بالله من الله {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} (١)، ولا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٢) فيجب على كل مؤمن أن لا يصف الله إلَّا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولو نظرنا إلى أسماء الله وصفاته لوجدنا لفظ الواجد، فإذا ما بحثنا في كلمة (الموجود) لم نجدها في الأسماء والصَّفات، وإنَّما جرى استخدامها للتعبير عن وجود الله عزَّ وجلَّ، لكن التعبير عن وجود الله ليس بقاصر على استخدام لفظ الموجود بل يمكن التعبير عن وجود الله بأي اسم من أسمائه الثابتة في الحديث الشريف، فساعة أن أؤمن وأنطق بأن الله حي، أو بأنَّه هو الأوَّل والآخر، فهذا إقرار


(١) سورة البقرة، الآية (١٤٠).
(٢) سورة النجم، الآيتان (٣، ٤).

<<  <   >  >>