مني باستمرارية وجود الله من أزل الآزال إلى أبد الآباد، ولكنك قلت بالنص في الخطاب السابق ردًا على سؤالي (الوجود نوعان: الأوَّل وجود ذاتي، وهو ما كان وجوده ثابتًا له في نفسه لا مكسوبًا له من غيره وهذا هو وجود الله سبحانه) أ. هـ وعندما نظرت في الرَّد وجدت أنك قسمت لي الوجود نوعين، ولكن لم تقل الموجود نوعان، على الرغم من أن سؤالي كان يدور حول لفظ الموجود لا عن كلمة الوجود، ثمَّ انتقلت بعد ذلك إلى قولك:(وعلى هذا يوصف الله تعالى بأنَّه موجود ويخبر بذلك في الكلام، فيقال: الله موجود، وليس اسمًا بل صفة .. وهذا هو محل سؤالي؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الله تعالى بأنَّه الواجد في حديثه الشريف، ولم يصفه بأنَّه الموجود، فلا بد أن كلمة الموجود ليست بضرورية للتعبير عن وجود الله (دليل نقلي)، كما سنجد في أسماء الله تعالى وصفاته، وكلمة الخالق الَّتي تكاد تتطابق مع كلمة الواجد وهما من أسماء الله تعالى وصفاته، وكلمة الموجود أو المخلوق على وزن مفعول، ولا بد أن يكون لكل مفعول فاعل، ولكل مخلوق خالق، ولكل موجود واجد؛ فهل بعد ذلك يصح لي أن أعبر عن وجود الله باستخدام لفظ (الموجود) الَّذي إن دل على شيء فإنَّما يدلُّ على الحدوث بعد العدم، وهذا لا يحق إلَّا في حق المخلوقين؟ أفتونا مأجورين.