للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استشكلوا حد الردة، ورأوا فيه مصادمة للحرية الدينية" (١).

[إرادة الشعب من إرادة الله!]

قال الشيخ عبد الرَّحمن الدوسري -رحمه الله- عن هذه الكلمة: "هذا افتراء عظيم تجرأ به على الله بعض فلاسفة المذاهب ومنفذوها؛ جرأةً لم يسبق لها مثيل في أي محيط كافر في غابر القرون؛ إذ غاية ما قص الله عنهم: التعلق بالمشيئة بقولهم: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} (٢).

فكذبهم الله، وهؤلاء جعلوا الشعب الموهوم (إرادة الأمر) لتبرير خططهم الَّتي ينفذونها، ويلزم من هذا الإفك إفساد اللوازم المبطلة له والدامغة لمن قاله؛ إذ على قولهم الفاسد يكون للشعب أن يفعل ما شاء، ويتصرف في حياته تصرف من ليس مقيدًا بشريعة وكتاب، بل على وفق ما يهواه، وعلى أساس المادة والشهوة والقوة؛ كالشعوب الكافرة الَّتي لا تدين بدين يقبله الله، ولا ترعى خلقًا ولا فضيلة، فهذا الإفك العظيم لم يجرأ عليه أبو جهل ومن على شاكلته مع خبثه وعناده؛ لأنَّ قبيحه معروف ببداهة العقول؛ حيث إن أذواق الشعوب ونزعاتها تختلف، فإذا جعلت إرادة الشعب من إرادة الله صارت نزعات الوجودية، والشيوعية، والنازية، والصهيونية، ووحشية الغاب، وغيرها من إرادة الله الَّتي أمر بها، وصار كل ما تهواه النفوس الشريرة، ويعشقه مرضى القلوب من: التهتك، والانحلال،


(١) دعوة التقريب بين الأديان .. (٢/ ٧١٢).
(٢) سورة الأنعام، الآية (١٤٨).

<<  <   >  >>