للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الله العصمة) أو (الله المعصوم) أو (لا عصمة إلا لله)، فقد وصف الله بما لا يجوز وصفه به.

ويقال لقائل هذه الألفاظ: (العصمة لله) وأمثالها: من يعصم الله سبحانه؟! ومم يُعصم سبحانه؟! وما الذي كان يمكن أن يقع منه سبحانه حتى عُصم منه؟!

ومن هذا الذي أسلفته تتجلى لك شناعة هذا التعبير، وفحش خطئه، وشدة محظوريته، وأنه لا يليق بالله تعالى، ولا يفيد تعظيمًا له ولا تبجيلًا". انتهى كلام أبو غدة.

لكن: سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن هذه العبارة فقال: "هذه العبارة قد يقولها من يقولها يريد بذلك أن كلام الله -عز وجل- وحكمه كله صواب، وليس فيه خطأ، وهي بهذا المعنى صحيحة، لكن لفظها مستنكر ومستكره؛ لأنه كما قال السائل قد يوحي بأن هناك عاصمًا عصم الله -عز وجل- والله سبحانه وتعالى هو الخالق، وما سواه مخلوق، فالأولى أن لا يُعبر الإنسان بمثل هذا التعبير، بل يقول: الصواب في كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-" (١).

قلت: ولعله لأجل هذا المعنى الصحيح استعملها سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله- في مجموع فتاواه (٢).

[شورك وهداية الله]

" هذا المثل يقوله البعض عندما يشير عليهم أحد بمشورة ما ويقتنع بها،


(١) المجموع الثمين (٣/ ١٤١ - ١٤٢).
(٢) (١٢/ ١٠٨).

<<  <   >  >>