للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: الواجد ليس اسمًا من أسماء الله ولا صفة من صفاته، والحديث الَّذي ورد فيه تسميته بذلك ليس بصحيح.

ثانيًا: إنَّما قسمنا الوجود إلى قسمين لأنك قلت في سؤالك: (إن كلمة الموجود على وزن مفعول، ولا بد لكل موجود من موجد كما أن لكل مفعول فاعلًا)، وهذا غير صحيح، بل الموجود قسمان: موجود لذاته لا يحتاج إلى من يوجده وليس مثل المخلوق، وموجود حادث يحتاج في وجوده إلى غيره يخرجه من العدم، فقسمنا الوجود إلى نوعين لتعرف من ذلك أن الموجود المشتق منه نوعان، وأن الَّذي يحتاج منهما إلى موجد إنَّما هو الموجود الحادث. وبذلك تعرف أننا فهمنا السؤال وأجبناك عليه لكنك لم تفهم الجواب. ونسأل الله لنا ولك التوفيق لفهم الصَّواب" (١).

سبحان الَّذي عينه لا تنام:

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: "يوجد هنا بعض الشباب يحلفون ويقسمون بالكلمات التالية: (سبحان الَّذي عينه لا تنام) فهل هذا القسم جائز أم لا؟ حيث إن هؤلاء الأشخاص يربطون صفة النوم بالعين للخالق عزَّ وجلَّ، وسبحانه لم يخبرنا بذلك، والذي ورد في القرآن قوله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (٢).

فأجابت: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. وبعد:


(١) مجلة البحوث الإِسلامية (٣٩/ ٩٧ - ٩٩). وانظر: "الإنباه إلى ما ليس من أسماء الله" للشيخ صالح العصيمي، (ص ٥٤).
(٢) سورة البقرة، الآية (٢٥٥).

<<  <   >  >>