للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يستجيبون دعاءهم أبدًا، وأنهم سيكونون أعداء لهم ويكفرون بعبادتهم إياهم، وقال: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (١٩١) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٢) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (١٩٣) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (١) الآيات، وقال: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (٢)، فأخبر سبحانه بأن من دعا غير الله من الأموات ونحوهم لا فلاح له؛ لكفره بسبب دعائه غير الله" (٣).

[ما رأي الدين؟]

سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن مقولة: "ما رأي الدين في كذا وكذا؟

فقال: هذا السؤال عليه ملاحظة؛ وهي قوله ما رأي الدين في ذلك، فأنا أرى أن توجيه السؤال إلى شخص باسم الدين هكذا أمر لا ينبغي؛ لأنه لا أحد يتكلم باسم الدين إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أما غيره فإنما يتكلمون بحسب اجتهادهم مما تدل عليه نصوص الكتاب والسنة.

اللهم إلا شيئًا بيّنًا صريحًا يكون فيه الحكم واضحًا في الكتاب والسنة؛ كما لو قال ما رأي الدين في البيع؟ فنقول: البيع حلال لقوله تعالى:


(١) سورة الأعراف، الآيات (١٩١ - ١٩٤).
(٢) سورة المؤمنون، الآية (١١٧).
(٣) "فتاوى اللجنة"، (٢/ ١٩٣ - ١٩٤).

<<  <   >  >>