للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الشرك؛ لقول الله عزَّ وجلَّ في قصة موسى مع القبطي: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} (١)، ولأن كل إنسان يحتاج إلى إعانة إخوانه فيما يحتاج إليه في الجهاد وفي غيره ممَّا يقدرون عليه، فليس ذلك من الشرك، بل ذلك من الأمور المباحة، وقد يكون ذلك التعاون مسنونًا، وقد يكون واجبًا على حسب الأدلَّة الشرعية. واللهُ ولي التوفيق" (٢).

[يا هو (في دعاء الله)]

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: "هل يجوز أن تدعو الله بـ (يا هو)؛ يعني الله ضميرًا مستترًا تقديره: هو الله؟

فأجابت: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:

ضمائر المتكلم والخطاب والغيبة كناية عن المتكلم أو المخاطب أو الغائب مطلقًا، فليست أسماء الله لغة ولا شرعًا؛ لأنَّه لم يسم بها نفسه، فدعاؤه بها تسمية ونداء وذكر له بغير أسمائه فلا يجوز، ولأنه إلحاد في أسمائه بتسميته بما لم يسم به نفسه، ونداء له ودعاء بما لم يشرعه، وقد نهى سبحانه عن ذلك فقال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٣).

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم" (٤).


(١) سورة القصص، الآية (١٥).
(٢) مجلة البحوث الإِسلامية (٤٩/ ١٢٦ - ١٣٢).
(٣) سورة الأعراف، آية (١٨٠).
(٤) مجلة البحوث الإِسلامية (٣٤/ ١٢٦).

<<  <   >  >>