للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أطاع الأمر دخل الجَنَّة، وإن عصى دخل النار، وهكذا أولاد المشركين الذين ماتوا قبل البلوغ فإنَّ الصحيح فيهم قولان:

أحدهما: أنَّهم يُمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا دخلوا الجَنَّة، وإن عصوا دخلوا النار؛ لقول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لما سُئِلَ عنهم: "الله أعلم بما كانوا عاملين" (١) متفق على صحته، فإذا امتحنوا يوم القيامة ظهر علم الله فيهم.

والقول الثاني: أنَّهم من أهل الجَنَّة؛ لأنَّهم ماتوا على الفطرة قبل التكليف، وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "كل مولود يولد على الفطرة -وفي رواية- على هذه الملة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" (٢)، وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه رأى إبراهيم الخليل عليه الصَّلاة والسلام في روضة من رياض الجَنَّة وعنده أطفال المسلمين وأطفال المشركين.

وهذا القول هو أصح الأقوال في أطفال المشركين، للأدلة المذكورة، ولقوله سبحانه: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (٣).

ونقل عن الحافظ ابن حجر رحمه الله، في شرح باب: (ما قيل في أولاد المشركين) من كتاب (الجنائز): "أن هذا القول هو المذهب الصحيح المختار الَّذي صار إليه المحققون" (٤). انتهى المقصود.

ويستثنى من ذلك أيضًا دعاء الحي الحاضر فيما يقدر عليه؛ فإنَّ ذلك ليس.


(١) رواه البخاري برقم (١٣٨٤)، ومسلم برقم (٢٦٥٩).
(٢) رواه البخاري برقم (١٣٨٥)، ومسلم برقم (٢٦٥٨).
(٣) سورة الإسراء، الآية (١٥).
(٤) فتح الباري بشرح صحيح البخاري: (٣/ ٢٤٧).

<<  <   >  >>