للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بغير ذلك من أنواع العبادة؛ عملًا بالآيات المذكورات وما جاء في معناها، وعملًا بما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- وعن غيره من الرسل عليهم الصَّلاة والسلام أنَّهم دعوا النَّاس إلى توحيد الله وتخصيصه بالعبادة دون كل ما سواه، ونهوهم عن الشرك به وعبادة غيره، وهذا هو أصل دين الإسلام الَّذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وخلق من أجله الثقلين، فمن استغاث بالأنبياء أو غيرهم، أو طلب منهم المدد أو تقرب إليهم بشيء من العبادة، فقد أشرك بالله وعبد معه سواه، ودخل في قوله تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١)، وفي قوله عزَّ وجلَّ: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٢)، وقوله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٣)، وقوله سبحانه: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (٤).

ولا يُستثنى من هذه الأدلَّة إلَّا من لم تبلغه الدعوة ممن كان بعيدًا عن بلاد المسلمين، فلم يبلغه القرآن ولا السُّنَّة، فهذا أمره إلى الله سبحانه.

والصحيح من أقوال أهل العلم في شأنه أنَّه يُمتحن يوم القيامة، فإن


(١) سورة الأنعام، الآية (٨٨).
(٢) سورة الزمر، الآية (٦٥).
(٣) سورة النِّساء، الآية (١١٦).
(٤) سورة المائدة، الآية (٧٢).

<<  <   >  >>