للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحصر طرق العدل وأدلته وأماراته في نوع واحد وأبطل غيره من الطرق التي هي أقوى منه وأدل وأظهر، بل بين ما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة الحق والعدل وقيام الناس بالقسط، فأي الطرق استخرج به الحق ومعرفة العدل وجب الحكم بموجبها ومقتضاها" اهـ كلامه رحمه الله.

نقلت هذا الفصل القيم من كلام هذا الإمام العلامة ليُرى الحق وأنواره في مطاوي كتب أسلافنا، فلا يصدنا عنه ويحجب أبصارنا أفكار مظلمة، ولتفهم الشريعة الإسلامية بهذه النفس الفسيحة واللفظ البعيد والفراسة الصائبة، لا بتلك المواد الجافة الواقفة، فهناك (سياسة شرعية) لا تحيط بها المجلة والقوانين، ولا تستوعبها بطون الكتب، وإنما مقرها الفكر الواعي والنفس المتفقهة والاجتهاد الصائب، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" (١).

[رفيق [للكافر]]

يطلق البعض على الكافر وصف (رفيق)، ويناديه بيا صديق. وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن حكم هذا فقال: "وأما قول: صديق، رفيق ونحوهما؛ فإن كانت كلمة عابرة يُقصد بها نداء من جهل أسمه منهم فهذا لا بأس به، وإن قصد بها معناها توددًا وتقربًا منهم فقد قال الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} (٢) فكل كلمات


(١) تقنين الشريعة: أضراره ومفاسده (ص ٦ - ٧). وانظر: "الاتجاه العقلاني لدى المفكرين الإسلاميين المعاصرين" للدكتور سعيد الزهراني، (ص ٢٨٧ وما بعدها).
(٢) سورة المجادلة، الآية (٢٢).

<<  <   >  >>