إما جهلًا، وإما خبثًا ومكرًا من أعداء هذا الدين الذين يبتغون انحسار المفاهيم الإسلامية عن الحياة ليسهل عليهم السيطرة على البلاد والعباد، بعد أن أصبح الدين مرتبطًا بأناس معدودين وفئة معينة" (١).
[هذا حكم الله]
هذه العبارة تطلق غالبًا في باب الفتاوى، وبخاصة في مبدأ السؤال، كقول القائل: ما حكم الله في رجل فعل كذا وكذا؟ فيأتي الجواب على السؤال فيفهم منه السائل أن هذا حكم الله الذي حكم به.
وفي هذه المسألة تفصيل: وإيضاحه أن يقال: إن كان الاستفتاء في مسألة قد ورد النص فيها صريحًا فلا حرج في أن يقال حكم الله في هذه المسألة كذا.
أما إن كانت المسألة اجتهادية فلا يقال حكم الله كذا؛ لأنه قد لا يصيب حكم الله.
فمثال الأول: لو سأل سائل عن حكم صيام شهر رمضان، فقال المجيب: حكم الله في صيام شهر رمضان أنه فرض.
والمثال الثاني: ما حكم الله في زكاة الحلي؟ فهذه المسألة خلافية، والجزم بأن أحد الأقوال هو حكم الله دون غيره أمر عظيم، ومما يدل على ذلك ما رواه سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله، وبمن معه
(١) مجلة منار الإسلام -العدد الخامس- السنة الرابعة عشرة، جمادى الأولى ١٤٠٩ ص ٨٨. نقلًا عن مخالفات متنوعة للسدحان (ص ٤٣).