إذا كان الواقع كما ذكر من وصفه الله بالعقل المدبر للتقريب إلى العامة فقد أساء بإطلاق ذلك على الله تعالى؛ لأن أسماء الله وصفاته توقيفية، ولم يطلق الله ذلك على نفسه اسمًا أو وصفًا، ولم يطلقه عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكنه لا يكفر لعدم سوء قصده، ويكفيه في الإيضاح للعامة وغيرهم وصفه تعالى بكمال العلم وإحاطته، والحكمة البالغة في تقديره وتدبيره، في تشريعه وخلقه وتصريفه لجميع شؤون عباده، فذلك يغنيه عن تسميته أو وصفه بما لم يسم ولم يصف به نفسه، مع ما في إطلاق العقل المدبر عليه سبحانه من مشابهة الفلاسفة في قولهم بالعقول العشرة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" (١).
[أنا وطني]
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: هل كون الإنسان أو المؤمن يقول "أنا وطني" حرام؟ هل كون الإنسان يتكلم عن السياسة الخارجية أو الداخلية حرام؟
المفخرة العظمى والكرامة والدرجة العليا في الانتساب إلى الإسلام وفي نصرته والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله؛ فليقل المسلم: أنا مسلم، فهذا أعظم لشأنه وأعلى لدرجته، وبالإسلام والأخوة فيه يجمع الله شمل