للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله ياخذك .. سمام يشيلك … !

" هذه دعوات يقولها بعض الآباء والأمهات لأبنائهم غافلين عن الآثار التي قد تترتب بعد هذا الدعاء ونحوه من الدعوات، فقد نهانا الرسول الكريم أن ندعو على أنفسنا أو على أولادنا، لئلا يوافق ذلك وقت إجابة، فيحل البلاء؛ عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسألُ فيها عطاءٌ فيستجيبُ لكم" رواه مسلم (١)، فليحذر الأمهات والآباء من الدعاء على أبنائهم، فلعل ذلك الدعاء يوافق ساعة استجابة، فيتحقق فيندم الداعي ولات حين مندم. وكم من قصة في هذا الباب: فذات يوم كان طفل يتسلق جدار سطح البيت، ويسير عليه بقدميه، وهو يظهر شجاعته وتمكنه من السير على حافة الجدران، وهذا جهل منه، والأم تقول له: يالله (تطيح) وتتكسر، أي تقع من أعلى، فسقط فمات، فندمت على دعائها، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ومن أشباه تلك الدعوات: (الله يقطعك - الله يغربلك - ويعاتويعك - عساك الموت - عساك الماحي - وعلة تعلك - مشعاب ياخذك - نامت عليك طوفة - سليمي تصكك - زقوم ابطنّكْ - مالت عليك - عمى بعينك). والأفضل للداعي أن يعود نفسه دعاء الخير مثل: (الله يهديك - الله يصلحك - جزاك الله خيرًا) ونحوها" (٢).


(١) رواه مسلم في الزهد برقم (٣٠١٤).
(٢) أخطاء شائعة، للخراز (ص ٢٦ - ٢٧).

<<  <   >  >>