للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كلمة ابن عقيل]

هذه الكلمة من هذا الفقيه الحنبلي -كما سيأتي- استغلها دعاة العصرنة في زماننا هذا وبنوا عليها بروجًا مشيدة من الأقوال والأفعال المخالفة للشريعة، بدعوى أنها مما يحقق المصلحة، ولم يبالوا بمخالفة ذلك للنصوص الشرعية (١).

قال الشيخ عبد الله البسام في رده على سمير شما: "نقل الأستاذ عن شيخ الجامع الأزهر جملة عن ابن عقيل أسفت للتصرف فيها؛ حيث بترت عن المعنى الذي يخفف مرارتها ويهون بشاعتها، وأمانة البحث والعلم تقتضي التقصي والتحري، وكلام ابن عقيل الذي نقله ابن القيم في الجزء الرابع من (إعلام الموقعين) ص (٣٧٢) في أثناء مناظرته مع فقيه هكذا: (قال الآخر: لا سياسة إلا ما وافق الشرع. فقال ابن عقيل: السياسة ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد، وإن لم يُشرعه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا نزل به الوحي، فإن أردت بقولك لا سياسة إلا ما وافق الشرع: أي لم يخالف ما نطق به الشرع فصحيح، وإن أردت ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة).

من هذا نفهم أن ابن عقيل أراد أننا إذا لم نجد في (الوحيين) نصًا في الحكم رجعنا إلى الأصول الأخرى للشريعة، وهي التي توافق: (ما نطق به الشرع)، على ما في كلام ابن عقيل من الجراءة والخشونة في التعبير الإرادة


(١) انظر على سبيل المثال: "الدولة الإسلامية بين العلمانية والسلطة الدينية" لمحمد عمارة، (ص ٥٥ - ٥٦). و "حوار لا مواجهة" لأحمد أبو المجد، (ص ٢٦٦)، و "الوضع القانوني المعاصر .. " للمستشار طارق البشري، (ص ١٠٨)، و "الحق في التعبير" لمحمد سليم العوا، (ص ٦٧).

<<  <   >  >>