فإذا أراد دعاة التَّغريب إذاعة هذا المفهوم فإنَّما يراد به إنكار فضل الحضارة الإِسلامية على العالم" (١).
[الثقافة]
قال الأستاذ جمال سلطان: "يمثل مصطلح (الثقافة) واحدًا من أشهر المصطلحات الَّتي عرفها الفكر الإنساني في "تاريخه المعاصر، وذلك على الرغم من أنَّه مصطلح حديث نسبيًا، ولم يعرفه الفكر القديم بتلك الدلالات الَّتي حملها في القرن الميلادي الأخير، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ معظم من كتبوا عن هذا المصطلح وتاريخه أجمعوا على صعوبة وضع تعريف واضح ومحدد له، وهذه هي آفة المصطلحات المعاصرة بشكل عام، وربما كان الأمر فيه قُصد قصدًا؛ حيث تفعل مساحات التطاوع والغموض في المصطلح فعلها الكبير في إمكانيات توجيه المصطلحات إلى غير ما وجهة وبحيث يكون لها عند كل فريق معنى، وبطبيعة الحال يكون من يملك الإمكانات التسويقية والإعلامية الأكثر هو الأكثر قدرة على تسويق المعني الَّذي يريد والإيحاءات الَّتي يرغب.
ومن أجل ذلك حذَّرتُ وحذَّر كثير من الناصحين في (الفكر الإِسلامي) من خطورة التسليم بالمصطلحات الوافدة، وخطورة أن نخلي لها في خطابنا الدعوي مكانًا أو ركنًا، والأخطر أن نستبدلها بمصطلحاتنا التراثية والعلمية الأصيلة الَّتي ضُبطت وحُررت واختُبرت على مر القرون حتي ضبطت لنا معالم الشَّريعة وعالمنا الفكري الإِسلامي. ولا يمكن التساهل في هذا السياق
(١) الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإِسلامي، (ص ٢١٠ - ٢١١).