للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القديم ضاعت مقومات الأمة وتعرض كيانها للخطر، واهتزت شخصيتها، وباتت معرضة لخطر الاحتلال، وإن كل دعوة إلى إنكار القديم إنَّما هي دعوة العدو، والمستعمر، وكل طابع في هدم هذه الأمة، والعمل على إفناء وجودها، ولوكانت الأمة العربية حرة لاستطاعت أن تقف موقف الإنصاف من تراثها، ولكنها واقعة تحت عواصف شديدة من الغزو الثقافي ودعوات التخريب المنبعثة من داخل الأمة نفسها، ومصدرها معاهد الإرساليات التبشيرية الَّتي تحاول أن تخدم أهداف المستعمر والنفوذ الأجنبي.

ونحن نحاول أن نجد مثل هذه الدعوة إلى تدمير القديم وسحقه والتشكيك في آداب الأمم الغربية فلا نجد، وإنَّما نجد عكس ذلك؛ حرصًا شديدًا واستماتة في الربط بين القديم والجديد، وبين تراث الوراقة والحي" (١).

[الكتب الصفراء]

" أطلقت عبارة (الكتب الصفراء) على كتب التراث العربي الإِسلامي لأنها كانت مطبوعة في العصور الأخيرة على الورق ذي اللون الأصفر، بيد أن هذه التسمية إنَّما كانت محاولة للسخرية بهذا اللون من الكتب وتحقيرًا له، بينما تمثل الكتب الصفراء عملًا مجيدًا بالغ الأهمية في تاريخ الحضارة الإِسلامية والفكر الإنساني.

ولقد كانت هذه الكتب الصفراء مصدر تنافس خطير بين الغربيين الذين نقلوها إلى بلادهم، وكانت مصدرًا للنهضة العلمية والفكرية المعاصرة، بل لقد بذل المستعمرون منذ وردوا العالم الإِسلامي جهودًا ضخمة في الحصول


(١) "الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإِسلامي" (ص ٢١٨ - ٢١٩).

<<  <   >  >>