قال الشيخ بكر (ص ١٨٣): "وحاصل السؤال بوجه الله يتلخص في أربعة أوجه:
١ - سؤال الله بوجهه أمرًا دينيًا أو أخرويًا، وهذا صحيح (١).
٢ - سؤال الله بوجهه أمرًا دنيويًا، وهذا غير جائز.
٣ - سؤال غير الله بوجه الله أمرًا دنيويًا، وهو غير جائز.
٤ - سؤال غير الله بوجه الله أمرًا دينيًا".
ولم يبين الشيخ حكم هذا الأخير. ولعله الجواز والله أعلم.
ويشهد له ما رواه ابن عساكر بسنده: أن يزيد بن المهلب لما ولي خراسان قال: دلوني على رجل كل خصال الخير، فدل على أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري، فلما جاءه رآه رجلًا فائقًا، فلما كلمه رأي مَخْبَرَتَه أفضل من مرآته، قال: إني وليتك كذا وكذا من عملي، فاستعفاه فأبى أن يعفيه، فقال: أيها الأمير! ألا أخبرك بشيء حدثني أبي أنه سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هاته، قال: إنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:"من تولى عملًا وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل أهل فليتبوأ مقعده من النار"، قال: وأنا أشهد أيها الأمير! أني لست بأهل لما دعوتني إليه، فقال له يزيد: ما زدت إلا أن حرضتني على نفسك ورغبتنا فيك، فاخرج إلى عهدك فإني غير معفيك، ثم فخرج (كذا الأصل ولعل الصواب: فخرج ثم) أقام فيه ما شاء الله أن يقيم، واستأذنه