للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نساء أهل الجنة، فهؤلاء الخمس من الكاملات من النساء رضي الله عنهن جميعًا.

وأما الكاملون من الرجال فهم كثير، يعني في الصفات الإنسانية التي مدحها الله وأثنى على أهلها من العلم والجود والاستقامة على دين الله، والشجاعة في الحق، وغير ذلك من الصفات العظيمة التي مدحها الله سبحانه وأثنى على أهلها أو رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن أكمل الناس في ذلك هم الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ وأكملهم وأفضلهم هو خاتمهم وإمامهم محمد -صلى الله عليه وسلم- لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر" (١)، والأدلة الأخرى من الكتاب والسنة تدل على ذلك. أما الكمال المطلق في جميع الصفات فهو لله وحده، ليس له في ذلك شريك ولا مثيل؛ لقول الله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} (٢)، وقوله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٣)، وقوله سبحانه: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (٤)، وقوله عز وجل في سورة الروم: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٥).


(١) رواه بهذا اللفظ الترمذي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة بني إسرائيل، رقم (٣١٤٨)، ورواه مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- دون كلمة (ولا فخر)، رقم (٢٢٧٨).
(٢) سورة الإخلاص.
(٣) سورة الشورى، الآية (١١).
(٤) سورة النحل، الآية (٧٤).
(٥) سورة الروم، الآية (٢٧).

<<  <   >  >>