للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسئل الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-: "ما ردكم على هذا التعبير الذي يُدَرس في المدارس: "أن المادة لا تفني، ولا تُستحدث من العدم" مع أن الله بديع السموات والأرض؟ ".

فأجاب: "هذا كلام أهل الطبيعة؛ الذين يقولون بالطبيعة، ولا يُقرون بالخالق، والحق أن كل شيء يوجد من عدم ويفني بعد وجوده إلا الله سبحانه وتعالى؛ فإنه لا بداية له ولا نهاية: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (١) " (٢).

وقال الشيخ عبد الرحمن المحمود معددًا أخطاء الألفاظ المنتشرة: "المقالة المشهورة: إن المادة لا تفنى ولا تستحدث، وهذه نجدها عند طلاب المدارس في دروس الكيمياء والفيزياء ونحوها، ونحن نقول: إن هذا باطل، بل إن الموجودات كلها كانت عدمًا ثم (خلقها) (٣) الله سبحانه وتعالى. فالقول بأنها لا تستحدث غير صحيح، بل الماديات كلها كانت عدمًا ثم (خلقها) (٤) الله.

ثم نقول أيضًا: إنها قابلة للفناء والعدم؛ لأن كل ما قبل الحدوث فهو قابل للعدم. ومن هنا نقول: إن هذه المخلوقات ستفني ثم يحييها الله من جديد ويبعثها مرة أخرى، أما بقاء الجنة ونعيمها وأهلها ودوامهم أبد الأبد، وبقاء النار وعذابها وأهلها أبد الأبد، فإننا نقول: ليس دوامها لذاتها، وإنما


(١) سورة الرحمن، الآيتان (٢٦، ٢٧).
(٢) سلسلة شرح الرسائل، (ص ٥٢ - ٥٣).
(٣) في الأصل: أوجدها.
(٤) في الأصل: أحدثها.

<<  <   >  >>