للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأجابت: وجود الله معلوم من الدين بالضرورة، وهو صفة لله بإجماع المسلمين، بل صفة لله عند جميع العقلاء حتى المشركين؛ لا ينازع في ذلك إلا ملحد دهري، ولا يلزم من إثبات الوجود صفة لله أن يكون له موجد؛ لأن الوجود نوعان:

الأول: وجود ذاتي، وهو ما كان وجوده ثابتًا له في نفسه لا مكسوبًا له من غيره، وهذا هو وجود الله سبحانه وصفاته؛ فإن وجوده لم يسبقه عدم ولا يلحقه عدم: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (١).

الثاني: وجود حادث؛ وهو ما كان حادا بعد عدم؛ فهذا الذي لا بد له من موجد يوجده وخالق يحدثه، وهو الله سبحانه؛ قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٢)، وقال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} (٣). وعلى هذا يوصف الله تعالى بأنه موجود ويخبر عنه بذلك في الكلام؛ فيقال: الله موجود، وليس الوجود اسمًا بل صفة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم" (٤).

وقالت مجلة التوحيد المصرية: "الموجود ليس من أسماء الله سبحانه، وهذا لا يتنافى مع وجود الله تعالى؛ فأسماء الله تعالى توقيفية، ولم يرد نص


(١) سورة الحديد، الآية (٣).
(٢) سورة الزمر، الآية (٦٢، ٦٣).
(٣) سورة الطور، الآيتان (٣٥، ٣٦).
(٤) مجلة البحوث الإسلامية (٢١/ ٧٩ - ٨٠).

<<  <   >  >>