للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنه أكمل الناس هديًا وسيرة وقولًا وعملًا، وهو المثل الأعلى للمؤمنين في سيرتهم وأعمالهم وجهادهم وصبرهم وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة، كما قال الله سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (١). وقال عز وجل في وصف نبيه -صلى الله عليه وسلم-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (٢).

قالت عائشة رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن) والمعنى أنه كان عليه الصلاة والسلام يعمل بأوامر القرآن، وينتهي عن نواهيه، ويتخلق بالأخلاق التي أثنى القرآن على أهلها، ويبتعد عن الأخلاق التي ذم القرآن أهلها، والله ولي التوفيق" (٣).

فسماحة الشيخ -رحمه الله- لا يجيز إطلاق هذا اللفظ وصفًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- إلا مع التقييد "بالمثل الأعلى في المنهج والسيرة"، وإلا فإنه لا يجوز إطلاقه وصفًا دون تقييد إلا لله؛ لأنه "هو الأحق بالوصف الأعلى".

ولكن أحد المعاصرين لم يرتض هذا الجواب من شيخنا -رحمه الله- زاعمًا أن هذا الوصف مما يختص به الله وحده سبحانه، لا يجوز إطلاقه حتى على النبي -صلى الله عليه وسلم-. وصنف كتيبًا من (١٩ صفحة) سماه: (بيان أن المثل الأعلى خاص لربنا وحده تبارك وتعالى، وهو رد على من قال: إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- في السيرة والمنهج المثل الأعلى).


(١) سورة الأحزاب آية ٢١.
(٢) سورة القلم آية ٤.
(٣) مجلة البحوث الإسلامية (٢٧/ ٨٥ - ٨٦)، وفتاوى الشيخ، إصدار مجلة الدعوة، (٤/ ١٤ - ١٥).

<<  <   >  >>