للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا لا يسمى به غير الله؛ لأن (ال) هذه تدل على لمح الأصل، وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم.

القسم الثاني: إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلى بـ (ال) فإنه لا يسمى به، وهذا غيّر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كنية أبي الحكم التي تكنّي بها؛ لأن أصحابه يتحاكمون إليه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله هو الحكم وإليه الحكم" ثم كناه بأكبر أولاده شريح (١).

فدل ذلك على أنه إذا تسمَّى أحد باسم من أسماء الله ملاحظًا بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع؛ لأن هذه التسمية تكون مطابقة تمًاما الأسماء الله -سبحانه وتعالى- فإن أسماء الله -تعالى- أعلام وأوصاف لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم.

الوجه الثاني: أن يتسمى الاسم غير محلى بـ (ال) وليس المقصود به معني الصفة، فهذا لا بأس به؛ مثل حكيم، ومن أسماء بعض الصحابة حكيم بن حزام الذي قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تبع ما ليس عندك" (٢). وهذا دليل على أنه إذا لم يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به.

لكن في مثل (جبار) لا ينبغي أن يتسمي به وإن كان لم يلاحظ الصفة؛ وذلك لأنه قد يؤثر في نفس المسمَّى، فيكون معه جبروت وعلو واستكبار على الخلق، فمثل هذه الأشياء التي قد تؤثر على صاحبها ينبغي للإنسان أن


(١) إسناده حسن. أخرجه أبو داود (٤٩٥٥) والنسائي (٨/ ٢٢٦، ٢٢٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٨١١) عن أبي شريح.
(٢) إسناده جيد. أخرجه أبو داود (٣٥٠٣) والترمذي (١٢٣٢) والنسائي (٧/ ٢٨٩) وابن ماجه (٢١٨٧).

<<  <   >  >>