للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما إذا كان في معنى يليق بالله -تعالى- مثل: "أطع ربك" كان النهي عنه من أجل الوجه الثاني.

القسم الثاني: أن تكون الإضافة إلى ضمير الغائب مثل ربه، وربها، فإن كان في معنى لا يليق بالله كان من الأدب اجتنابه؛ مثل: "أطعم العبد ربه" أو "أطعمت الأمة ربها"؛ لئلا يتبادر منه إلى الذهن معنى لا يليق بالله.

وإن كان في معنى يليق بالله مثل: "أطاع العبد ربه" و "أطاعت الأمة ربها" فلا بأس بذلك لانتفاء المحذور.

ودليل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث اللُّقَطة في ضالة الإبل، وهو حديث متفق عليه: "حتى يجدها ربها" (١).

وقال بعض أهل العلم: إن حديث اللقطة في بهيمة لا تتعبد ولا تتذلل كالإنسان، والصحيح عدم الفارق؛ لأن البهيمة تعبد الله عبادة خاصة بها قال -تعالى-: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} وقال في العباد: {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} ليس جميعهم {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} (٢).

القسم الثالث: أن تكون الإضافة إلى ضمير المتكلم، فقد يقول قائل بالجواز لقوله تعالى حكاية عن يوسف: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} (٣) أي سيدي،


(١) متفق عليه من حديث زيد بن خالد. البخاري (٢٤٢٩) ومسلم (١٧٢٢).
(٢) سورة الحج، الآية (١٨).
(٣) سورة يوسف، الآية (٢٣).

<<  <   >  >>