للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكتب الحجاب والبخورات للناس كطرق علاج، فهل نصلي خلفه أم لا؟ أفيدونا أفادكم الله.

فأجاب: هذا ليس من الشرك، ولكنه من وسائل الشرك، وهو: التوسل ببركة فلان، أو بحق فلان، أو جاه فلان، أو ذات فلان؛ هذا من وسائل الشرك، وليس من الشرك، بل هو بدعة عند جمهور أهل العلم؛ لأن التوسل عبادة لا بد لها من توقيف، ولا بد لها من بيان من الله -عز وجل- أو من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله سبحانه بين لنا وهكذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين لنا وسائل العبادة، وأن المشروع أن نتوسل إلى الله في دعائنا إياه بأسمائه، كما قال سبحانه: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (١)، وهكذا صفاته سبحانه وتعالى، وهكذا التوسل بالتوحيد: اللهم إني أسألك بأنني أشهد أن لا إله إلا أنت، كما جاء في الحديث.

وهكذا التوسل بالأعمال الصالحات، فيتوسل المؤمن بإيمانه بالله ورسله، ومحبته لله ورسله، ويبره بوالديه، وبأدائه الأمانة، وبعفته عن الفواحش وبمحافظته على الصلوات، إلى غير ذلك.

وفي هذا الباب قصة أهل الغار، الثابتة في الحديث الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبن عمر رضي الله تعالى عنهما، أن ثلاثة من الناس فيمن كان قبلنا، آواهم المبيت، وفي رواية المطر، إلى غار فدخلوا فيه، فانحدرت عليهم صخرة سدت عليهم الغار، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:


(١) سورة الأعراف، الآية (١٨٠).

<<  <   >  >>