للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدعو إلى توحيد الله وعبادته، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن تنتشر الطاعات والخير، وتندثر السيئات والشر.

قال الشيخ أبن سعدي في تفسيره: "الإصلاح في الأرض أن تعمر بطاعة الله والإيمان به؛ لهذا خلق الله الخلق وأسكنهم الأرض" (١).

ومن هذا الإصلاح الحق ما قاله شعيب عليه السلام لقومه: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ} (٢). ثم نهاهم عن الإفساد المضاد للإصلاح: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} (٣).

قال ابن كثير في تفسيره: فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد، ثم وقع الإفساد بعد ذلك؛ كأن أضر ما يكون على العباد" (٤).

وهذا الإصلاح الصادق إذا كثر حملته وظهروا وتصدروا الأمة كان ذلك أمنة -بإذن الله- أن تصيبهم العقوبة ويعمهم الهلاك؛ كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (٥).

قال الطبري في تفسيره: "يقول تعالى ذكره: وما كان ربك يا محمد ليهلك القرى التي أهلكها، التي قص عليك نبأها ظلما وأهلها مصلحون في أعمالهم، غير مسيئين، فيكون إهلاكه إياهم مع إصلاحهم في أعمالهم


(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (١/ ٥١).
(٢) سورة هود، الآية (٨٨).
(٣) سورة الأعراف، الآية (٨٥).
(٤) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٢/ ٢٣١).
(٥) سورة هود، الآية (١١٧).

<<  <   >  >>