للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن المنكر فإنه قد يبادرك بقوله هذه العبارة التي تعني: لست وكيل آدم علي ذريته لكي أنصحهم وأوجههم .. !

لكنه نسي أو تناسى أن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأثنى عليهم بذلك؛ قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (١) وقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (٢) وقول رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام: "الدين النصيحة" (٣) وقوله: "بلغوا عني ولو آية" (٤).

فعند قيام المسلم بواجبه في النصح والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فليس معنى ذلك أنه وكيل لآدم -عليه الصلاة والسلام- على ذريته، بل هو العبد المأمور من ربه، وهو بدعوته ونصيحته يحسن إلى إخوانه أعظم إحسان" (٥).

وسئل الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "بعض الناس عندما تطلب منه مساعدة لأحد أو نحو ذلك يقول: وهل أنا وكيل آدم على ذريته؟ وسؤالي يا سماحة الوالد: هل في مثل هذا حرج من الناحية الشرعية؟ نرجو التكرم بالتوضيح، جزاكم الله خيرًا.


(١) سورة آل عمران، الآية (١٠٤).
(٢) سورة آل عمران، الآية (١١٠).
(٣) أخرجه مسلم برقم (٥٥).
(٤) أخرجه البخاري برقم (٣٤٦١).
(٥) نظرات في بعض الحكم والأمثال (ص ١٧ - ١٨).

<<  <   >  >>