للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما يصدره من أحكام؛ وهو أن يضع الشيء في موضعه الذي وضعه الله فيه شرعًا، فيمدح ما مدحه الله ويذم ما ذمه، ويدور مع ما دل عليه الكتاب والسنة، ولو خالف بذلك عواطفه أو أهواءه، فضلا عن عواطف وأهواء الآخرين.

والذي يظهر أن مصطلح (الحياد) تسرب إلى المجال العلمي من المجال السياسي؛ حيث عرف هذا المصطلح حديثًا في عالم السياسة (بعد الحربين العالميتين) بمعنى عدم التحيز إلى أحد من الطرفين المتصارعين، وذلك بعد أن ذاق العالم ويلات الحربين. يقول الدكتور عبد المنعم زنابيلي: "الحياد الإيجابي وعدم الانحياز ظاهرة من الظواهر السياسية لعالم كابد الحرب العالمية الثانية" (١)، وهو يعني: "عدم التحزب لأجل غير محدوده" (٢).

والحياد في السياسة نشأ كما يقول الدكتور أحمد زكي بدوي: "بتأثير الجو العام الذي كان يسود العلاقات الدولية بسبب الحرب الباردة، وقد تجسد بشكل عملي لأول مرة في مؤتمر باندونج" (٣).

وهذا الحياد "إمكانية من إمكانيات الخيار التي يحق للدول اللجوء إليها في حال قيام نزاع مسلح لا يعنيها أو لا يتعلق بها بصورة مباشرة" (٤)، ومن خلاله -كما يقول الدكتور زنابيلي-: "تهدف الدولة المحايدة … إلى تجنيب شعبها وأرضها مختلف الاحتمالات الناجمة عن الصراعات المسلحة" (٥)،


(١) تطور مفهوم الحياد عبر المؤتمرات الدولية، د. عبد المنعم زنابيلي، ص ٥.
(٢) المرجع السابق، ص ١٣.
(٣) معجم المصطلحات السياسية والدولية، لأحمد زكي بدوي، ص ١١٥.
(٤) موسوعة السياسة، للكيالي، (٢/ ٥٩٤).
(٥) تطور مفهوم الحياد عبر المؤتمرات الدولية، ص ١٧.

<<  <   >  >>