للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعلمكم معالم -أي دلائل ومسائل- دينكم" رواه الإِمام أحمد وابن ماجه عن عمر رضي الله عنه بهذا اللَّفظِ، ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن للإسلام صُوى ومنارًا كمنار الطريق، منها أن تؤمن بالله ولا تشرك به شيئًا، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تسلم على أهلك إذا دخلت عليهم، وأن تسلم على القوم إذا مررت بهم، فمن ترك من ذلك شيئًا، فقد ترك سهمًا من الإسلام، ومن تركهن كلّهن، فقد وَلَّى الإسلام ظهره" أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب الإِيمان" وغيره - انظر "سلسلة الأحاديث الصحيحة" حديث رقم (٣٣٣). ومعنى (صوي) جمع صوة: أعلام من حجارة منصوبة في الفيافي والمفازة المجهولة، يستدل بها على الطريق وعلى طرفيها، أراد أن الإسلام طرائق وأعلامًا يهتدى بها، كذا في "لسان العرب" عن أبي عَمْرو بن العلاء.

وعن عبد الله بن بُسْر المازني رضي الله عنه أن رجلًا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت، وأنا كَبْرتُ، فأخبرني بشيء أتشبث به، ولا تكثر عليَّ فأنسى، قال: "لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله تعالى" رواه التِّرْمِذِيّ والحاكم وصححه، ووافقه الذَّهَبِيّ.

وفي بعض الآثار: "أيها النَّاس إن لكم معالم فانتبهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتبهوا إلى نهايتكم" …

فكم تقرُّ أعين المتغربين والمتفرجين، والجامحين الخارجين عن طريقة الإسلام بكلمة "التقاليد" الإِسلامية؟!

إنَّهم بذلك يحولون شرع الله ووحيه إلى أعراف وتقاليد، تواضع النَّاس

<<  <   >  >>