للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول والآخر والظاهر والباطن: [قولها للرسول -صلى الله عليه وسلم-]!

سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: "ما رأيكم في الغلو في النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول بعضهم: إنه الأول والآخر والظاهر والباطن؟

فأجاب: الأول والآخر والظاهر والباطن هو الله عز وجل؛ قال تعالى في سورة الحديد: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (١).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعائه: "اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنّا الدين وأغننا من الفقر" رواه الإمام مسلم في صحيحه (٢).

فمن قال إن النبي -صلى الله عليه وسلم-: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم فهو كافر؛ لكونه وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسماء أربعة مختصة بالله عز وجل، لا يستحقها غيره. وهذا لا يقوله عاقل يفهم ما يقول، الأول والظاهر هو الله وحده سبحانه، وهو الذي قبل كل شيء، وبعد كل شيء سبحانه وتعالى. وهو الظاهر فوق جميع خلقه، والباقي بعدهم، والذي يعلم أحوالهم، والرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا يعلم إلا ما علَّمه الله، وقد توفي عليه الصلاة والسلام، ووجد بعد أن كان معدومًا؛ وجد في مكة بين أمه آمنة وأبيه عبد الله، وكان عدمًا قبل ذلك، ثم وجد من ماء مهين، وغيره من البشر كذلك، فالذي يقول أنه الأول والآخر والظاهر والباطن فهو ضال ومرتد إن كان مسلمًا" (٣).


(١) سورة الحديد، الآية (٣).
(٢) رواه مسلم برقم (٢٧١٣).
(٣) "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة"، (٧/ ٢٩٢).

<<  <   >  >>