قوله: إن القرآن صنعه الله. ما قاله الشيخ، ومن خلال دراستي للتوحيد في المراحل الدراسية تعلمت بأن المعتزلة هم الذين قالوا بخلق القرآن، وأهل السنة والجماعة أبطلوا ودحضوا حجتهم؛ حيث إن مذهب أهل السنة والجماعة بالنسبة للقرآن أنه ليس بمخلوق بل هو كلامه تعالى حقيقة؛ نزَّله من عنده على محمد -صلى الله عليه وسلم-، فأنا لا أدري هل كان للشيخ مقصد آخر يرنو إليه عندما قال مقالته أم ماذا؟ فما رأيكم بذلك القول الذي قاله إمام ذلك المسجد؟ أرجو توضيح ذلك.
إذا كان الواقع كما ذكرت من أنك تعتقد أن القرآن كلام الله تكلم به حقيقة، ونزله على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأن إمام المسجد قال: إن القرآن صنعه الله، فعقيدتك في كلام الله صحيحة، وهي موافقة لما قاله أهل السنة والجماعة، وأما قول إمام المسجد: إن القرآن صنعه الله فغير صواب؛ لمخالفته لنصوص الكتاب والسنة وطريقة السلف في فهمهما، ولعلك تتصل به وتنبهه، فقد يكون ذلك منه خطأ لسانيًا غير مقصود له، فيصلح قوله ويعدل لفظه، فإن تبين بحديثك معه أنه يعتقد أن القرآن مخلوق وأصر على ذلك فأرشده إلى الحق إن استطعت، وإلا فأعطه كتاب "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وكتاب "التدمرية" له أيضًا، وكتاب "شرح الطحاوية" للشيخ ابن أبي العز رحمه الله، أو أرشده إليها ليقرأها ويتعرف منها العقيدة الصحيحة"(١).