للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجامعات الَّتي تُجَسِّد الهيكل المزعوم، هذا بالإضافة لإنتاج نماذج صغيرة للهيكل المزعوم، حيث تقوم المنظمات والجامعات اليهودية بتوزيعها داخل وخارج فلسطين من أجل كسب الدعم والتعاطف المادي والمعنوي لهذه القضية، ووصل الأمر بأن يهدي قادة اليهود للزائرين لكيانهم مجسمًا ونقشًا للحي القديم في القدس، يظهر فيه الهيكل المزعوم!! بدلًا من المسجد الأقصى المُبَارَك.

والثابت في مصادرنا الإِسلامية أن ما قام به سليمان عليه السلام في بيت المقدس ليس بناء الهيكل، وإنَّما هو تجديد للمسجد الأقصى المُبَارَك الَّذي هو ثاني مسجد وضع في الأرض؛ فهو قبل سليمان وموسي عليهما السلام، والمسجد الأقصى لم يكن معبدا لليهود، ولكنه كان ولا يزال وسيبقى إن شاء الله مسجدًا للأمة المسلمة ممن صَدَّقَ بدعوة نبيه.

جاء بالسند عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "إن سليمان بن داود -صلى الله عليه وسلم- لما بني بيت المقدس سأل الله عزَّ وجلَّ خلالًا ثلاثة؛ سأل الله عزَّ وجلَّ حكمًا يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله عزَّ وجلَّ ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، وسأل الله عزَّ وجلَّ حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلَّا الصَّلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه" (١). وما عليه جمهور العلماء أن بناء سليمان عليه السلام بناء تجديد وليس بناء تأسيس، كما بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والخلفاء من بعده تجديدًا" (٢).


(١) رواه النّسَائي، كتاب المساجد، باب فضل المسجد الأقصى، رقم (٦٩٣).
(٢) مصطلحات يهودية احذروها، ص (٤٨ - ٤٩).

<<  <   >  >>