المختصة بالله، كالخلّاق، والزراق، والإله، ونحو ذلك؛ لأن هذا شيء لا يمكن أن يتصف به المخلوق، ولا يجوز أن يدعيه، وهكذا ما أشبه هذه الأسماء.
وإنما المقصود الصفات التي يحبُّ الله من عباده أن يتصفوا بمقتضاها، كالعلم، والقوة، والرحمة، والحلم، والكرم، والجود، والعفو، وأشباه ذلك.
فهو -سبحانه- عليم يحب العلماء، قوي يحب المؤمن القوي أكثر من حبه للمؤمن الضعيف، كريم يحب الكرماء، رحيم يحب الرحماء، عفو يحب العفو، إلخ.
لكن الذي لله -سبحانه- من هذه الصفات وغيرها أكمل، وأعظم من الذي للمخلوق، بل لا مقارنة بينهما؛ لأنه -سبحانه- ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله، كما أنه لا مثل له في ذاته، وإنما حسب المخلوق أن يكون له نصيب من معاني هذه الصفات يليق به، ويناسبه على الحد الشرعي؛ فلو تجاوز في الكرم الحد صار مسرفًا، ولو تجاوز في الرحمة الحد عطّل الحدود والتعزيرات الشرعية، وهكذا لو زاد في العفو على الحد الشرعي وضعه في غير موضعه.
وهذه الأمثلة تدل على سواها، وقد نص العلامة ابن القيم -رحمه الله- على هذا المعنى في كتابيه (عدة الصابرين) و (الوابل الصيب)، ولعله نصَّ على ذلك في غيرهما؛ كالمدارج، وزاد المعاد، وغيرهما، وإليك نص كلامه في العدة والوابل:
قال في العدة صفحة ٣١: "ولما كان -سبحانه- هو الشكور على الحقيقة، كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر، كما أن أبغض خلقه إليه من