للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كثير. روى عنه موسى بن هارون، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن خلف، ووكيع، وأبو الحسين بن المنادى، وأبو بكر بن النجاد وغيرهم. وكان عابدا زاهدا ثقة صادقا متقنا، ضابطا. ذكره أبو بكر الخلال فقال: رجل جليل، حدث عن يزيد ابن هارون. روى عن إمامنا مسائل كثيرة

منها: ما أنبأنا على عن ابن بطة قال: حدثنى أبو بكر الآجرى قال: سمعت ابن أبى الطيب يقول: حدثنى جعفر الصائغ: أنه كان فى جوار أحمد بن حنبل رجل، وكان ممن يمارس المعاصى والقاذورات. فجاء يوما إلى مجلس أحمد بن حنبل فسلم عليه. فكأن أحمد لم يرده عليه مردا تاما. وانقبض عنه. فقال له: يا أبا عبد الله، لم تنقبض عنى؟ فانى قد انتقلت عما كنت تعهد منى برؤيا رأيتها. قال:

وأى شيء رأيت؟ تقدم. قال: رأيت النبى فى النوم كأنه على علو من الأرض، وناس كثير أسفل منه جلوس، قال: فيقوم رجل إليه، فيقول: ادع لى، فيدعو له، حتى لم يبق من القوم غيرى. قال: فأردت أن أقوم فاستحييت من قبيح ما كنت عليه. قال فقال لى: يا فلان، لم لا تقوم إلىّ تسألنى أدعو لك؟ قال: قلت يا رسول الله، يقطعنى الحياء لقبح ما أنا عليه. فقال: إن كان الحياء، فقم فسلنى أدعو لك. فإنك لا تسب أجدا من أصحابى. قال: فقمت فدعا لى. قال:

فانتبهت وقد بغض الله إلىّ ما كنت عليه. قال: فقال لنا أبو عبد الله: يا جعفر يا فلان، حدثوا بهذا واحفظوه، فإنه ينتفع به.

وقال جعفر بن محمد الصائغ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول:

كل شئ من الخير يبادر به.

ومات لاحدى عشرة خلت من ذى الحجة سنة تسع وسبعين ومائتين.

ودفن فى مقابر باب الكوفة. هذا قول ابن المنادى. قال: وصلينا عليه فى الشارع الكبير. وكان من الصالحين، أكثر الناس عنه لثقته وصلاحه، بلغ تسعين سنة غير أشهر يسيرة.