من أهل سرّ من رأى، صحب إمامنا أحمد، وروى عنه أشياء.
منها قال: سئل أحمد بن حنبل: لمن تجب النفقة؟ فقال: للأخ. وسئل أحمد: لمن تجب النفقة؟ قال للعمّ: وابن العم، وكلّ من كان من العصبة.
قال: وقال رجل لأبى عبد الله: أريد أن أكتب هذه المسائل، فإنى أخاف النّسيان. قال له أحمد: لا تكتب شيئا. فإنى أكره أن أكتب رأيى.
وأحسّ مرة بإنسان يكتب ومعه ألواح فى كمّه. فقال: لا تكتب رأيى، لعلى أقول الساعة بمسألة ثم أرجع غدا عنها.
[١٣ - أحمد بن حميد أبو طالب المشكانى المتخصص بصحبة إمامنا أحمد.]
روى عن أحمد مسائل كثيرة. وكان أحمد يكرمه ويعظمه. روى عنه أبو محمد فوزان، وزكريا بن يحيى وغيرهما. وذكره أبو بكر الخلال فقال: صحب أحمد قديما إلى أن مات. وكان أحمد يكرمه ويقدمه، وكان رجلا صالحا، فقيرا صبورا على الفقر فعلمه أبو عبد الله مذهب القنوع والاحتراف، ومات قديما بالقرب من موت أبى عبد الله. ولم تقع مسائله إلى الأحداث.
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجى حدثنا أبو طالب أن أبا عبد الله قال له رجل:
كيف يرقّ قلبى؟ قال: ادخل المقبرة، وامسح رأس اليتيم.
قال أبو طالب: وسئل أحمد، وأنا شاهد: ما الزهد فى الدنيا؟ قال: قصر الأمل، والإياس مما فى أيدى الناس.
وقال أبو طالب: قال أحمد: والتعريف عشية عرفة فى الأمصار: لا بأس به، إنما هو دعاء. وذكر الله ﷿. وأول من فعله ابن عباس وعمرو ابن حريث، وفعله إبراهيم (١).
(١) لشيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ كلام فى الفتاوى على بدعة التعريف هذه