رسول القادر بالله، ومعه: ثياب ودنانير، وبغلة بمركب. ثم قال لى: أجب أمير المؤمنين، وسلم إلىّ الدنانير، والثياب، والبغلة. فغيرت عن حالى، ودخلت الحمام، وصرت إلى القادر بالله. فردّ إلىّ قضاء الكوفة وأعمالها، وأثرى حالى، أو كما قال.
سمعت رزق الله يقول: زرت قبر الإمام أحمد صحبة القاضى الشريف أبى على، فرأيته يقبل رجل القبر، فقلت له: فى هذا أثر؟ فقال لى: أحمد فى نفسى شئ عظيم. وما أظن أن الله تعالى يؤاخذنى بهذا، أو كما قال (١).
وقال لى أيضا: حضرته - وهو فى مرض موته - فقال: لى اسمع منى الاعتقاد، ولا تشك فى عقلى. فما رأيت الملكين بعد.
مولده: فى ذى القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
ووفاته فى شهر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. ودفن بقرب قبر إمامنا أحمد.
[٦٥٣ - الحسن بن شهاب]
بن الحسن بن على بن شهاب، أبو على العكبرى له الفقه والأدب، والإقراء والحديث، والشعر، والفتيا الواسعة.
لازم أبا عبد الله بن بطة إلى حين وفاته
ولد بعكبرا فى المحرم سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وقيل: سنة إحدى وثلاثين وسمع الحديث - على كبر السن - من أبى على بن الصواف، وأحمد بن يوسف ابن خلاد، وأبى على الطومارى، فى آخرين.
أخبرنا أحمد البغدادى - قراءة - قال: أخبرنا أبو على بن شهاب الدين الحنبلى - بعكبرا - قال: أخبرنا يوسف حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا محمد
(١) لقد سأله الدليل فلم يأت بدليل. وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا، خصوصا فى مثل هذه الأمور الخطيرة التى دخل منها الشيطان بالشرك إلى قلوب من لا يعلمون الحق الذى أنزل من عند الله