ذكره أبو بكر الخلال، فقال: ورع يعالج الصبر، جليل القدر. كان أحمد يكاتبه. ويعرف قدره. ويسأل عن أخباره. عنده عن أبى عبد الله مسائل مشبعة. كنت سمعتها منه. يقول: سمعت أبا عبد الله - وسئل عن الرجل يفتى بغير علم - قال: يروى عن أبى موسى قال: يمرق من دينه
وقال أبو عبد الله: يكون عند الرجل سنة عن نبيه ﷺ ويفتي بغيرها؟ وشدد فى ذلك
[٤٧٣ - محمد بن أبى عتاب، أبو بكر الأعين.]
نقل عن إمامنا أشياء
منها قال: أتيت آدم العسقلانى، فقلت له: عبد الله بن صالح كاتب الليث ابن سعد يقرئك السلام. قال: لا تقرئه منى السلام. فقلت له: لم؟ قال: لأنه قال القرآن مخلوق. قال: فأخبرته بعذره، وأنه أظهر الندامة، وأخبر الناس بالرجوع.
فقال: فأقرئه منى السلام. فقلت له بعد: إنّي أريد أن أخرج إلى بغداد، فلك حاجة؟ قال: نعم. إذا أتيت بغداد فائت أحمد بن حنبل فأقرئه منى السلام، وقل له: يا هذا اتق الله، وتقرب إلى الله بما أنت فيه، ولا يستفزنك أحد. فإنك إن شاء الله مشرف على الجنة. وقل له: حدثنا الليث بن سعد حدثنا محمد بن عجلان عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ«من أرادكم على معصية الله فلا تطيعوه» فأتيت أحمد بن حنبل فى السجن، فدخلت عليه فسلمت عليه، وأقرأته السلام. وقلت له: هذا الكلام والحديث.
فأطرق أحمد إطراقة، ثم رفع رأسه فقال:﵀ حيّا وميتا. فلقد أحسن فى النصيحة