وعنده عن أبى عبد الله جزء حديث، وقع له فيه مسائل أيضا. وسمعتها منه.
وسمعت منه حديثا. وكنت إذا رأيت منزله ورأيت قعوده شهدت له بالصلاح والصبر على الفقر. وكان أحمد يخرج الشيء، فيقول: أين بدر؟ ثم يقول: هذه من بابتك، يعنى أحاديث الزهد ونحو ذلك. فكان إمامنا يتعجب منه، ويقول:
من مثل بدر؟ قد ملك لسانه
وقال أبو محمد الجريرى: كنت يوما عند بدر المغازلى، وقد باعت زوجته دارا لها بثلاثين دينارا. فقال لها بدر: نفرق هذه الدنانير فى إخواننا، ونأكل رزق يوم بيوم. فأجابته إلى ذلك. وقالت: تزهد أنت ونرغب نحن؟ هذا ما لا يكون
ومات لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين
[٧٠ - أحمد بن أبى الحوارى، واسمه ميمون، أبو الحسن الدمشقى.]
حدث عن جماعة، منهم إمامنا، وبين وفاته ووفاة البغوى: إحدى وسبعون سنة. وقال أحمد بن أبى الحوراى: قال أحمد بن حنبل: متى مولدك؟ قلت: سنة أربع وستين قال: وهى مولدى
ومات أحمد بن أبى الحوارى مدخل رجب سنة ست وأربعين ومائتين.
وقيل: إنه رمى بكتبه فى البحر. وقال: نعم الدليل كنت، والاشتغال بالدليل بعد الوصول محال. وقيل: إنه طلب أحمد بن أبى الحوارى العلم ثلاثين سنة. فلما بلغ منه الغاية حمل كتبه كلها فغرقها فى البحر. وقال: يا علم، لم أفعل هذا تهاونا بك، ولا استخفافا بحقك، ولكن كنت أكتب لأهتدى بك إلى ربى. فلما اهتديت بك إلى ربى استغنيت عنك. وقال: لا دليل على الله سواه. وإنما العلم يطلب لأدب الخدمة. وكان الجنيد يقول: أحمد بن أبى الحوارى ريحانة الشام
[٧١ - أحمد بن المكين الأنطاكي]
ذكره الخلال، فقال: عنده عن أبى عبد الله مسائل، سمعتها منه فى قدمتى الثانية إلى الثغور. وكان رجلا كما يجب إن شاء الله.