انظر إن اشتهيت باقلا حارّا أو باردا فلا تسأل سوى الله، فإنه يقضى حاجتك.
ولا تسأل سواه.
قال: وسمعته يقول: بلغنى عن المتوكل ﵀ أنه كان ذات يوم جالسا وولدان له يلعبان بين يديه. فضرب أحدهما الآخر. فقال خذها منى وأنا الغلام الهاشمى العباسى. ثم إنهما لعبا فضر به الآخر، ثم قال: خذها منى، وأنا الغلام الحنبلى. فسرّ بذلك المتوكل وأقطعه.
قال: وسمعته فى مجلسه يذكر أبناء الإخوة وينعتهم، وهو يقول: إن حضروا لم يعرفوا. وإن غابوا لم يفقدوا. ثم قال: جرا به بطنه والله ذخره.
قال: وكنت أسمعه يقول فى دعائه إذا دعا: أعطيت فأجزلت العطاء، وعافيت فصرفت البلاء، وكثرت علينا منك اللألاء والنعماء. فأى أياديك نذكر؟ أم أى نعمائك نشكر؟ جميل ما ظهرت، أم قبيح ما سترت؟ نطيعك فتشكر، ونعصيك فتستر. ونسأل فتعطى، ونستكفى فتكفى. فلك الحمد على جميل ما أظهرت.
ولك الحمد على قبيح ما سترت. عجبا لمن عرفك كيف يألف غيرك؟ من ذا الذى عرفك حق معرفتك؟ أم من ذا الذى قدرك حق قدرك؟ سبحانك.
[٦٠٧ - إبراهيم بن إسحاق الشيرجى]
صاحب المروذى. حدث عنه ابن الجندى والمخلص. ومات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. وصلّى عليه حمزة بن القاسم الهاشمى.
[٦٠٨ - عمر بن الحسين]
بن عبد الله بن أحمد أبو القاسم الخرقى. قرأ العلم على من قرأه على أبى بكر المروذى، وحرب الكرمانى، وصالح، وعبد الله ابنى إمامنا. له المصنفات الكثيرة فى المذهب، لم ينتشر منها إلا المختصر فى الفقه لأنه خرج عن مدينة السلام لما ظهر سب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
وأودع كتبه فى درب سليمان، فاحترقت الدار التى كانت فيها الكتب ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد.