للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليه وسلم، فيما روى عنه العدل. فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو بالله كافر. فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل، لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالروية والفكر. ونحو ذلك أخبار الله ، أتانا أنه سميع، وأن له يدين بقوله (٦٤:٥ ﴿بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ﴾) وأن له يمينا بقوله (٦٧:٣٩ ﴿وَالسَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾) وأن له وجها بقوله (٨٨:٢٨ ﴿كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ﴾) وقوله (٢٧:٥٥ ﴿وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ﴾) وأن له قدما بقول النبى «حتى يضع الرب فيها قدمه» يعنى جهنم، وأنه يضحك من عبده المؤمن بقول النبى للذى قتل فى سبيل الله -: «إنه لقى الله وهو يضحك إليه» وأنه يهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا بخبر رسول الله بذلك. وأنه ليس بأعور بقول النبى إذ ذكر الدجال فقال «إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور» وأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم، كما يرون القمر ليلة البدر، وأن له إصبعا بقول النبى «ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن ﷿» فإن هذه المعانى التى وصف الله بها نفسه، ووصفه بها رسوله مما لا يدرك حقيقته بالفكر والروية، فلا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها. فإن كان الوارد بذلك خبرا يقوم فى الفهم مقام المشاهدة فى السماع: وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته، والشهادة عليه، كما عاين وسمع من رسول الله ، ولكن يثبت هذه الصفات وينفى التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره. فقال (١١:٤٣ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾).

٣٩٠ - محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، أبو حاتم الحنظلى الرازى.