قال: حدثنى أبى عن جدى قال: كنت فى مسجد أبى عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فأنفذ إليه المتوكل بصاحب له يعلمه: أن له جارية بها صرع. وسأله أن يدعو الله لها بالعافية. فأخرج له أحمد نعل خشب بشراك خوص للوضوء، فدفعه إلى صاحب له. وقال له: تمضى إلى دار أمير المؤمنين، وتجلس عند رأس الجارية وتقول له:
يقول لك أحمد: أيما أحب إليك: تخرج من هذه الجارية، أو أصفع الآخر بهذه النعل؟ فمضى إليه، وقال له مثل ما قال أحمد. فقال المارد على لسان الجارية:
السمع والطاعة، لو أمرنا أحمد أن لا نقيم فى العراق ما أقمنا به. إنه أطاع الله، ومن أطاع الله أطاعه كل شئ. وخرج من الجارية، وهدأت وزوجت ورزقت أولادا. فلما مات أحمد عاودها المارد. فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبى بكر المروذى، وعرفه الحال. فأخذ المروذى النعل، ومضى إلى الجارية، فكلمه العفريت على لسانها: لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك، ولا أقبل منك. أحمد بن حنبل أطاع الله. فأمرنا بطاعته
وبه قال: خرجت أنا والصبيان، ولى سبع سنين، أو ثمان سنين، نبصر أحمد ابن حنبل كيف يضرب؟
[٣٢٥ - على بن أبى خالد.]
نقل عن إمامنا أشياء
منها قال: قلت لأحمد: إن هذا الشيخ - لشيخ حضر معنا - هو جارى، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حرث القصير - يعنى حارثا المحاسبى - وكنت رأيتنى معه منذ سنين كثيرة، فقلت لى: لا تجالسه، ولا تكلمه.
فلم أكلمه حتى الساعة. وهذا الشيخ يجالسه، فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد قد احمر لونه، وانتفخت أوداجه وعيناه. وما رأيته هكذا قط. ثم جعل ينتفض، ويقول:
ذاك؟ فعل الله به وفعل. ليس يعرف ذاك إلا من خبره وعرفه، أوّيه، أوّيه، أوّيه.
ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه. ذاك جالسه المغازلى ويعقوب وفلان.
فأخرجهم إلى رأى جهم. هلكوا بسببه. فقال له الشيخ: يا أبا عبد الله، يروى