وبالإسناد: قال الحربى سمعت أحمد بن حنبل يقول لأحمد الوكيعى:
يا أبا عبد الرحمن، إنّي لأحبك. حدثنا يحيى عن ثور عن حبيب بن عبيد عن المقدام قال قال النبى ﷺ«إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه».
قال الحربى: مات أحمد الوكيعى ببغداد سنة خمس عشرة، يعنى ومائتين.
وعرضت عليه مسند ابن أبى شيبة كله. فكان يذكر الحديث، فأسأله عنه؟ فيقول: ما سمعت هذا من محدث، وإنما سمعتكم يوم الجمعة تذكرونه.
قال ابراهيم: وكان الوكيعى يحفظ مائة ألف حديث، ما أحسبه سمع حديثا.
قط إلا حفظه.
[٩ - أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله،]
أبو العباس الفارسى الاصطخرى روى عن إمامنا أشياء:
منها: ما قرأت على المبارك عن علىّ بن عمر البرمكى. قال أخبرنا أحمد بن عبد الله المالكى، حدثنا أبى حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن زوران - لفظا - حدثنا أبو العباس أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله الفارسى الاصطخرى قال: قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل:
«هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسكين بعروقها، المعروفين بها، المقتدى بهم فيها، من لدن أصحاب النبى ﷺ إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها.
فمن خالف شيئا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها: فهو مبتدع خارج من الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.
فكان قولهم: إن الإيمان قول وعمل ونيّة، وتمسك بالسنة. والإيمان يزيد وينقص، ويستثنى فى الإيمان، غير أن لا يكون الاستثناء شكّا؛ إنما هى سنة ماضية عند العلماء.